الاسراف

موضوع: الاسراف الإثنين مايو 25, 2009 12:28 pm

الإســـــــــراف

1ـ الإسراف : هو الضراوة بالشيء والولوع به .

جاء في المعجم الوسيط : ( الإسراف : هو الضراوة بالشيء والولوع به وقيل : هو تجاوز الحد ، ويقال أسرف في ماله ، وأسرف في الكلام ومنها قوله عز وجل : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } الآية ( الزمر/53) .

2ـ الإسراف : هو وضع الشيء في غير مكانه .

قال تعالى : { كلوا واشربوا ولا تسرفوا } ( الأعراف/ 31) .

3ـ الإسراف : ضد الحكمة .

4ـ الإسراف : تفريط ومضيعة للمال والعمر .

قال بعض الحكماء : الفضيلة بين طرفي الإفراط والتفريط .

وبوب النووي ـ رحمه الله ـ في كتابه رياض الصالحين باباً سماه : ( باب النهي عن إضاعة المال ) وذكر فيه حديث مسلم عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ويكره لكم : قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ) .

وبوب البخاري ـ رحمه الله ـ في كتابة الأدب المفرد سماه ( السرف في المال ) وذكر فيه قوله عز وجل : { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } ( النور/39) ، قال ابن عباس : ( في غير إسرافٍ ولا تقتير) .

5ـ الإسراف : قال عنه إياس بن معاوية : ( هو ما جاوزت به أمر الله ) .

6ـ الإسراف : هو النفقة في معصية الله تعالى .

7ـ الإسراف : سمتٌ مبغوض وهدي مرفوض وسنة مأزور صاحبها غير مأجور.

قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقوله تعالى { ولا تبذر تبذيرا } ( الإسراء/ 26) : ( لما أمر بالإنفاق نهى عن الإسراف فيه ، بل يكون وسطاً ) وذكر قول مجاهد : ( لو أنفق إنسان ماله كله في الحق لم يكن مبذراً ، ولو أنفق مُداً في غير حقٍ كان مبذراً ) .

8ـ الإسراف : صفة من صفات إخوان الشياطين .

قال الأستاذ/ سيد قطب ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقوله جل ذكره : { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كافوراً } ( الإسراء/27) .

( فليست هي الكثرة والقلة في الإنفاق ، إنما هو موضوع الإنفاق ، ومن ثم كان المبذرين إخوان الشياطين ، لأنهم ينفقون في الباطل ، وينفقون في الشر ، وينفقون في المعصية ، فهم رفقاء الشياطين ) .

قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره :

( إخوان الشياطين : أي في التبذير وترك طاعة الله وارتكاب معصيته) .

9ـ الإسراف : هو التبذير .

ذكر البخاري ـ رحمه الله ـ في كتابه الأدب المفرد تفسير ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ للتبذير فقال : ( هو الإنفاق في غير حقٍ ) .

وذكر ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره قول قتادة ـ رحمه الله ـ : ( التبذير : هو النفقة في معصية الله تعالى وفي غير حقٍ ) .

10ـ الإسراف : لا يحب الله صانعه وصاحبه .

قال سبحانه : { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } ( الأعراف/ 31) .

11ـ الإسراف : عجزٌ وضعفٌ وحسرةٌ وندامةٌ .

قال تعالى : { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً } ( الإسراء / 29) .

قال ابن كثير في تفسيره : ( ملوماً محسوراً : فتكون كالحسير وهو الدابة التي عجزت عن السير فوقفت ضعفاً وعجزاً فإنها تسمى الحسير ) .

12ـ الإسراف : مفسدة للمال والنفس والمجتمع .

قال الأستاذ سيد قطب في تفسير قوله تعالى : { وكان بين ذلك قواماً } ( الفرقان /67) : ( فالإسراف مفسدة للنفس والمال والمجتمع والإسراف والتقتير يحدثان اختلالاً في المحيط الاجتماعي والمجال الاقتصادي وحبس المال يحدث أزمات ومثله إطلاقه بغير حساب وفوق ذلك فساد القلوب والأخلاق والشرع نظم ذلك كله في قوله تبارك وتعالى : { وكان بين ذلك قواماً } .

إخواني الأعزاء : هذه نبذه سريعة عن موضوع مهم وخطير في حياتنا المعاصرة ، اهتم به القرآن الكريم واهتم به سيد المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ، والسلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ ، ومازال أهل العقول والألباب من هذه الأمة تهتم بها ، بل والعالم كله مشغول بهذه القضية ويجندون لها آلاف الباحثين والمتخصصين للبحث عن حلول لها .

ولله الحمد والمنة على نعمة الإسلام ، فلم يترك الشارع الحكيم شيء فيه مصلحتنا إلاَّ دلنا عليه وعرض حلوله في القرآن الكريم وفي سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .

إخواني الكرام : لم يبقى سوى العمل والتطبيق وجني الثمار إن شاء الله تعالى .

أسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يلهمنا الصواب والرشد